في مجال إعادة تدوير خردة النحاس وإعادة استخدامها، تلعب عملية التكرير الكهربائي في الخلايا الكهربائية دورًا محوريًا. فهي تُحوّل خردة النحاس بكفاءة إلى منتجات نحاسية عالية النقاء، مما يُحقق إعادة تدوير الموارد. فيما يلي شرح مُفصّل لعملية التكرير الكهربائي لخردة النحاس في الخلايا الكهربائية.

التكوين: في الخلية الإلكتروليتية، تُستخدم صفيحة أنود مُنتَجة بالتكرير الحراري المعدني كقطب موجب، وتُستخدم صفيحة نحاسية نقية رقيقة (صفيحة بدء) أو صفيحة قاعدة من الفولاذ المقاوم للصدأ كقطب سالب. الإلكتروليت هو محلول حمضي يحتوي على كبريتات النحاس وحمض الكبريتيك الحر.
التشغيل: تطبيق التيار المستمر.
العملية الكهروكيميائية:
تفاعل الأنود: يفقد النحاس (Cu) في صفيحة الأنود الإلكترونات ويذوب في الإلكتروليت على شكل أيونات نحاس (Cu²⁺): Cu - 2e⁻ → Cu²⁺
تفاعل الكاثود: تكتسب أيونات النحاس (Cu²⁺) الموجودة في الإلكتروليت إلكترونات عند الكاثود، ثم تتحول إلى نحاس نقي، وتترسب على الكاثود: Cu²⁺ + 2e⁻ → Cu
مسار الشوائب:
المعادن الثمينة، كالذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم، غير قابلة للذوبان، وتترسب في قاع الخلية التحليلية على شكل جزيئات صغيرة، مُشكّلةً "طين الأنود". ويُعدّ طين الأنود مادة خام مهمة وقيّمة لاستخراج هذه المعادن الثمينة.
المعادن الأساسية، مثل الحديد والزنك والنيكل، تذوب في الإلكتروليت قبل النحاس، لكنها لا تترسب على الكاثود (ما يتطلب جهدًا أعلى)، وبالتالي تبقى في الإلكتروليت. يجب التحكم في تركيزها من خلال تنقية الإلكتروليت بشكل دوري.
تدخل الشوائب الضارة، مثل الزرنيخ والأنتيمون والبزموت، جزئيًا إلى الإلكتروليت وجزئيًا إلى طين الأنود، مما يتطلب رقابة صارمة.
التعبئة: بعد دورة التحليل الكهربائي، يُزال نحاس الكاثود المغطى بطبقة سميكة من رواسب النحاس النقي، ويُنظف ويُعبأ ليصبح المنتج النهائي. تُعاد صفائح الأنود المستهلكة (الأقطاب الكهربائية المتبقية) إلى فرن الأنود لإعادة صهرها.
من خلال عملية التكرير الكهربائي الموضحة أعلاه في الخلية الكهربائية، يمكن تحويل خردة النحاس بكفاءة إلى منتجات نحاسية عالية النقاء، وهو ما لا يحسن معدل استخدام موارد النحاس فحسب، بل يقلل أيضًا من التلوث البيئي، مما يؤدي إلى فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة.